تمديد احتجاز الصحفي سعيد حسنين حتى السادس من أيار
مددت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، ظهر اليوم الإثنين، اعتقال الزميل الصحافي سعيد حسنين من مدينة شفاعمرو حتى يوم الثلاثاء المقبل، 6 أيار/مايو، وذلك بهدف إتاحة المجال لفحص منزل مقترح في بلدة كفر مندا لإبعاده إليه.
جاء هذا القرار خلال جلسة عقدت اليوم، حيث قدم خلالها تقرير “ضابط السلوك”، الذي لم يوصِ بإحالة حسنين إلى الحبس المنزلي وطالب المحامي نمير إدلبي، الموكل بالدفاع عن حسنين، بالإفراج عنه بشروط الحبس المنزلي أو على الأقل إبعاده عن شفاعمرو وإدارة ملف قضيته من خارج السجن.
وأكد إدلبي خلال مرافعته أن تقرير ضابط السلوك “افتقر إلى معالجة عدة نقاط جوهرية”، ودحض مزاعم التقرير بأن موكله يشكل خطرا على الجمهور، مشيرا إلى أن حسنين، البالغ من العمر 62 عاما، هو صحافي رياضي معروف وأب وجد بلا أي سجل جنائي، تربطه علاقات جيدة مع رياضيين عرب ويهود على حد سواء، وأنه حتى لو كان هناك خطر محتمل، فإنه لا يبرر استمرار اعتقاله.
وأضاف أن حسنين يعاني من مشاكل صحية حادة ولا يحصل على العلاج اللازم في السجن، منتقدا استمرار اعتقاله لأكثر من شهرين دون مبرر قانوني كما أعرب عن استغرابه من التناقض بين الانطباع الإيجابي الذي تلقاه من ضابط السلوك أثناء المقابلة، وبين المضمون السلبي للتقرير المقدم.
وخلال الجلسة، قارن إدلبي بين ملف حسنين وملفات أمنية أخرى أكثر خطورة انتهت بإحالة أصحابها إلى الحبس المنزلي، مستغربًا موقف النيابة التي طالبت بتمديد اعتقاله حتى نهاية الإجراءات القضائية، بحجة أنه “يشكل خطرا”، مشيرة أيضا إلى الحضور الكبير من المتضامنين معه في المحكمة كدليل على تأثيره الجماهيري.
واتهمت ممثلة النيابة حسنين بعدم التعاون مع ضابط السلوك، وذكّرت بأن القضية تأتي في ظل استمرار الحرب وبقاء 59 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة.
وأوضح المحامي إدلبي أن جلسة اليوم كانت مطولة، وناقشت طلب النيابة تمديد اعتقال حسنين استنادًا إلى تقرير ضابط السلوك الذي وصفه بأنه “سلبي وغير موضوعي”، لعدم تناوله وضع حسنين الصحي أو خلو سجله من أي سوابق جنائية.
وأشار إدلبي إلى أن القاضي طلب في ختام الجلسة إعداد تقرير إضافي لفحص إمكانية الإفراج عن حسنين بشروط، منها وضعه تحت المراقبة بواسطة سوار إلكتروني وإبعاده إلى كفر مندا، معبّرًا عن أمله في صدور قرار بالإفراج عنه خلال الجلسة القادمة.
وكانت المحكمة قد طلبت سابقا تقرير ضابط السلوك للبت في خيار الحبس المنزلي مقابل استمرار الاعتقال إلى حين انتهاء الإجراءات القضائية وفي جلسة صباح اليوم، أقرّ المحامي إدلبي أن فحوى تقرير ضابط السلوك جاء سلبيا مما صعّب موقف الدفاع.
يُذكر أن المحكمة المركزية كانت قد مددت اعتقال حسنين في 2 نيسان/ أبريل 2025، بناءً على طلب ضابط السلوك، لاستكمال إعداد تقريره.
وتتهم النيابة العامة سعيد حسنين، وفق لائحة الاتهام، بـ”الاتصال مع عميل أجنبي” و”إظهار التضامن مع منظمة إرهابية”، بعد تصريحات إعلامية أبدى فيها دعمه لحركة حماس وأشاد بحسن نصر الله وحزب الله لدورهم في دعم القضية الفلسطينية.
وكانت الشرطة قد اقتحمت منزل حسنين في شفاعمرو خلال فترة اعتقاله الممتدة منذ ليل الثلاثاء-الأربعاء، 25 شباط/ فبراير 2025، وأجرت تفتيشات فيه، كما استدعت أفراد عائلته للتحقيق، وذلك في أعقاب حملة تحريض مكثفة شنتها وسائل إعلام إسرائيلية ومجموعات يهودية متطرفة على خلفية مقابلة أجراها مع قناة “الأقصى”.