“هآرتس” تكشف عن إصابة ربع الأسرى في السجون الإسرائيلية بمرض الجرب

أظهر تحقيق أجرته صحيفة “هآرتس” العبرية أن ربع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد أصيبوا بمرض الجرب (السكايبوس) خلال الأشهر الأخيرة، وذلك وفقًا للاعترافات التي أدلت بها إدارة السجون في ردها على التماس تقدمت به عدة منظمات حقوقية.

وقال أحد الأسرى الذين تم الإفراج عنهم حديثًا للصحيفة: “عندما طلبنا العلاج، قالوا لنا إننا إرهابيون ويجب أن نموت”.

وأفادت الصحيفة أن مصدرًا في مصلحة السجون ذكر أنه في السابق كان يتم التعامل مع تفشي المرض بشكل فردي في كل سجن وقد أكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني في وقت سابق من الشهر الجاري انتشار المرض في صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب، مشيرة إلى أن من بين 35 أسيرًا تمت زيارتهم من قبل المحامين، كان 25 منهم مصابين بالجرب.

وفي هذا السياق، ستنظر المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم، الإثنين، في الالتماس الذي قدمته المنظمات الحقوقية، والذي يشير إلى تفشي المرض بشكل واسع بين الأسرى ويشدد الالتماس على أن إدارة السجون لا تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض، وسط شكاوى من الأسرى بشأن تدهور الرعاية الطبية في ظل الاكتظاظ الشديد في السجون.

وأوضح التماس المنظمات الحقوقية أنه تم إلغاء لقاءات الأسرى المصابين بالجرب مع محاميهم وتأجيل حضورهم في الجلسات، رغم عدم وجود أي مبرر طبي لهذه الإجراءات، التي تُعد انتهاكًا لحقوق الأسرى وقد قدمت المنظمات للمحكمة الإسرائيلية محاضر عشرات الجلسات العسكرية التي تم إلغاؤها، وذلك بسبب ادعاء مصلحة السجون بأن الأسرى مصابون بالمرض ويجب عزلهم.

في ردها على الالتماس، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنه “لا توجد سياسة تمنع الأسرى من مقابلة محاميهم أو تأجيل جلسات المحاكم بسبب تفشي المرض”، مشيرة إلى أنه تم تأجيل بعض اللقاءات مع المحامين للأسرى في سجنَي “نفحة” و”ريمون” بسبب تفشي المرض، كما تم تأجيل العديد من الجلسات القضائية.

وأضافت إدارة السجون أنه يوجد حاليًا 1704 أسرى مصابون بالجرب في السجون، وأن سجون “مجدو” و”كتسيعوت” و”نفحة” و”ريمون” هي المراكز الرئيسية لتفشي المرض. وزعمت مصلحة السجون أن السبب الرئيسي لتفشي المرض هو العدد الكبير من المعتقلين الجدد القادمين من غزة والضفة الغربية، الذين أصيبوا بالجرب قبل وصولهم إلى السجون.

من جانبها، أفادت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” أن الأسرى قد أبلغوها بعدم وجود غسالات في السجون، وأنهم لم يحصلوا على ما يكفي من الملابس أو منتجات التنظيف.

يُذكر أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يبلغ حاليًا نحو 23 ألف أسير، وهو ما يتجاوز بنسبة 60% العدد المعتمد وفقًا للمعيار الذي يحدد العدد بـ 14500 أسير.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *