إعلام في خدمة الخطّة العسكريّة للحرب
في ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، سبقت وسائل الإعلام الأجهزة الأمنية، وتحديدًا الجيش، حيث بدأت القنوات التلفزيونية والإذاعية ببث مباشر للأحداث. كان مراسلوها في الميدان، خاصةً الذين يقيمون في البلدات الجنوبية والمناطق القريبة من قطاع غزة، ينقلون الأحداث بشكل مباشر.
نبذة مختصرة:
في مؤسسة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، يظهر الانتقام بشكل واضح تجاه أي شخص ينتقدهم. يتسمون بالعدائية الشديدة ويستخدمون السيطرة على وسائل الإعلام لفرض أجندتهم اليومية وتوجيه توجيه تربية للمراسلين. هذه الكلمات التي صرح بها شاي ليفي، المراسل العسكري لموقع “ماكو” الإسرائيلي، تلخص الوضع الراهن للإعلام الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. تركز هذه المقالة على تسليط الضوء على توجهات الإعلام الإسرائيلي عبر ثلاث مراحل متتالية: المرحلة الصدمة، تجنيد الدعم، والتساؤل. ورغم تقدم الزمن، إلا أن هذه المراحل المتتابعة أعطت الإعلام الإسرائيلي دورًا مهمًا في تنفيذ الخطة العسكرية للحرب، حيث أصبحت جزءًا من ماكينة “هسبراه الداخلية” التي تهدف إلى توجيه الرأي العام وتأثير الوعي الجماعي في إطار الحرب النفسية الداخلية التي يشنها الجيش على شعبه.
النص الكامل:
يتميز الإعلام الإسرائيلي بشكل عام، سواء الصحافة المطبوعة أو وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، بالاعتماد القوي على مؤسسات اقتصادية تملكها طبقة الأثرياء، في بعض الأحيان بالوراثة كما في حالة مالكي صحيفتي “يديعوت أحرونوت” (عائلة موزس) و”هآرتس” (عائلة شوكن). تلك المؤسسات تحقق أرباحًا كبيرة وتوفر نفوذًا وسطيًا في الدولة لأصحابها. وبالتالي، يعتبر الإعلام الإسرائيلي كيانًا مستقلاً إلى حد كبير بفضل موارده الاقتصادية الضخمة، سواء كانت من قبل المالكين أو من الإعلانات، حيث يمكن أن يصل ثمن إعلان نصف صفحة داخلية في “هآرتس” إلى 5000 دولار. وهذه القوة الاقتصادية تحافظ على استقلالية الإعلام عن التأثيرات السياسية أو الانتماء إلى أحزاب معينة.
تنطبق هذه الديناميات على الصحف والقنوات التجارية مثل القناة 12 والقناة 13، فضلاً عن الإذاعات المحلية ومواقع الإنترنت الإخبارية مثل “واينت” (يديعوت أحرونوت) و”إن 12″ (القناة 12 التجارية) و”واللا” (التي أصبحت ملكًا لرجل أعمال اشترى “جيروزاليم بوست” و”معاريف” وغيرها من المشاريع الإعلامية).
حتى الإعلام الرسمي، مثل هيئة البث العامة (“كان”، و”ريشت بيت”، وغيرها)، يتلقى تمويلًا من الدولة، لكنه يظل مستقلاً إلى حد كبير عن المستوى السياسي، ويحتفظ بحريته في مواجهة الحكومة ومؤسسات الدولة عند الضرورة، وذلك بشكل يشبه القنوات غير الرسمية الأخرى. ونظرًا لعدم ارتباطه بالسوق بفضل تمويله الرسمي، يتميز بإنتاج محتوى وثائقي ومسلسلات ذات مستوى عالٍ بالمقارنة مع القنوات التجارية الربحية، حيث يتجنب التورط في سباق التصنيفات اليومية وبرامج الترفيه والمسابقات والتلفزيون الواقعي.