احتجاجات تؤدي إلى إغلاق شارع 85 عند مفرق المكر ضد مخطط مصادرة الأراضي

شهد مفرق قرية المكر على شارع 85 في منطقة الجليل، اليوم الأربعاء ، إغلاقًا تامًا إثر مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات المواطنين، احتجاجًا على مخطط توسيع شارع 6، الذي يتضمن مصادرة مساحات واسعة من الأراضي ذات الملكية العربية الخاصة.

وجاءت هذه الخطوة الاحتجاجية رفضًا لمخطط حكومي يهدف إلى الاستيلاء على مئات الدونمات التابعة لأهالٍ من عدة بلدات، من بينها طمرة وكابول وجديدة المكر ويركا وجولس وكفر ياسيف وأبو سنان، الأمر الذي اعتبره المتظاهرون اعتداءً مباشرًا على حقوقهم وأراضيهم.

وردد المشاركون شعارات منددة بمخطط المصادرة، ورفعوا لافتات تؤكد رفضهم لما وصفوه بالتخطيط الجائر، من بينها شعارات تشير إلى أن مشروع شارع 6 يستولي على أكثر من 1300 دونم من الأراضي العربية وشارك في الوقفة عدد من الناشطين والقيادات السياسية، من بينهم رئيس لجنة المتابعة العليا، الدكتور جمال زحالقة.

وأكد المحتجون ضرورة تصعيد النضال الشعبي إلى جانب المسارات الرسمية والقانونية، بهدف إفشال المخطط ومنع تنفيذ المصادرة، محذرين من تداعياته الخطيرة على مستقبل البلدات العربية وحق أهلها في الأرض والمسكن.

وفي حديث لـ”عرب 48″، أوضح عضو لجنة الدفاع عن الأراضي المهددة بالمصادرة، المحامي شحادة مخول، وهو أحد المتضررين من المشروع، أن هذه المظاهرة تأتي ضمن سلسلة خطوات نضالية متواصلة، بالتوازي مع التماس قُدم للمطالبة بتعويض أصحاب الأراضي بأراضٍ بديلة بدل التعويض المالي. وأشار إلى أن إغلاق شارع 85 هو رسالة احتجاج واضحة، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات إضافية لزيادة الضغط على شركة “عابر إسرائيل” والمؤسسات الرسمية.

وأضاف مخول أن النضال ضد المخطط دخل عامه الرابع، حيث تركزت المرحلة الأولى على مواجهة المشروع قانونيًا بسبب طابعه العنصري واستهدافه أراضي خاصة مملوكة لمواطنين عرب. وبعد تعثر المسار القانوني، انتقل النضال إلى مرحلة جديدة تهدف إلى فرض مبدأ “أرض مقابل أرض” كتعويض عادل للمتضررين.

وانتقد مخول مزاعم “سلطة أراضي إسرائيل” بعدم توفر أراضٍ بديلة، مؤكدًا أن هذه الادعاءات غير صحيحة، في ظل سيطرة السلطة على الغالبية الساحقة من أراضي الدولة. وأشار إلى أن اقتراحات قُدمت لتعويض المتضررين بآلاف الدونمات القريبة من المناطق المصادرة، وهي أراضٍ ذات طابع عربي، إلا أن السلطة رفضت التجاوب معها.

من جانبه، قال محمد ملحم من جديدة المكر، وهو أحد أصحاب الأراضي المتضررين، إن المشروع يهدد عشرات الدونمات التي تعود له ولشقيقه، إضافة إلى المساس بالمنزل العائلي القائم على شارع 85، إذ سيؤدي تنفيذ المخطط إلى إغلاق مداخل البيت وقطع الطرق المؤدية إليه.

وأكد ملحم أن المظاهرات تشكل أداة مركزية للدفاع عن الحقوق وانتزاعها عبر الضغط الشعبي، مشيرًا إلى أن حجم التضامن الشعبي والقيادي مع القضية لا يزال دون المستوى المطلوب. وأضاف أن ارتباطه بالأرض يتجاوز بعدها الاقتصادي، إذ تمثل بالنسبة له ولأبناء المجتمع العربي مسألة هوية ووجود في مواجهة سياسات الإقصاء والتمييز.

ويواصل أصحاب الأراضي في البلدات المتضررة حراكهم الاحتجاجي رفضًا لمصادرة أراضيهم لصالح توسيع شارع 6، مؤكدين تمسكهم بحقهم في تعويض عادل قائم على مبدأ “أرض مقابل أرض”، ورفضهم التعويضات المالية التي يرونها مجحفة ولا تعكس قيمة الأرض الحقيقية.