ارتفاع حصيلة الشهداء جراء العدوان وأمريكا تؤكد مجددًا دعمها: هذه المرة في لبنان
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين إنها مستمرة في تقديم المساعدات الأمنية لدولة الاحتلال “لتمكينها من الدفاع عن نفسها”. وأعلنت الوزارة عن إرسال قوات إلى منطقة الشرق الأوسط مختصة في “الطوارئ والتخطيط”، مع اتساع المواجهات بين الاحتلال و”حزب الله” اللبناني.
وأفاد البنتاغون في بيان له: “نقوم بإرسال عدد قليل من القوات إلى الشرق الأوسط في ضوء التوترات الحالية”، مشيراً إلى أن “الإسرائيليين أرسلوا إشارات عن نيتهم شن عمليات في لبنان، لكن دون تقديم تفاصيل إضافية”.
شهد العدوان الإسرائيلي على لبنان اليوم الاثنين تصعيدًا كبيرًا، حيث لوّحت إسرائيل بعملية برية على الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى نزوح واسع النطاق من جنوب لبنان باتجاه العاصمة بيروت.
في الأيام الأخيرة، ركّز الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية على لبنان، حيث قدم “حزب الله” دعماً عسكرياً للمقاومة في غزة منذ بدء العدوان عليها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأسفر هذا التصعيد عن ارتفاع عدد الشهداء في لبنان إلى أكثر من 325 شهيدًا وقرابة 1200 جريحًا، وفقًا للتقارير الصادرة اليوم.
في مؤتمر صحفي، أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن من بين الشهداء 21 طفلاً و39 امرأة، بالإضافة إلى شهيدين من فرق الإسعاف. كما أشار إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مركبات إسعاف وإطفاء، بالإضافة إلى مركز طبي، ودمرت العديد من المنازل والمنشآت، مما أجبر آلاف العائلات على النزوح.
قصفت الطائرات الإسرائيلية عدة مناطق في لبنان، من الجنوب وصولاً إلى الضاحية الجنوبية في بيروت. وأفادت مصادر محلية بأن غارة إسرائيلية استهدفت حي ماضي في الضاحية الجنوبية وأصابت 6 أشخاص، دون ورود أنباء عن شهداء حتى اللحظة.
كما استهدفت الغارات لأول مرة بلدات قرطبا في قضاء جبيل وميروبا في قضاء كسروان بجبل لبنان.
إلى جانب ذلك، قصفت الطائرات الإسرائيلية بلدات النبي شيت، طليا، الخضر، سهل ماسا، نبحا، الكنيسة، شمسطار، شعث، حزرتا، بعلبك، بريتال، ريحا، ويونين في البقاع الشرقي. كما طالت الغارات بلدات أخرى في جنوب لبنان مثل حناويه، القاسمية، عربصاليم، جباع، الدوير، المنصوري، المكنونية، حاروف، جبشيت، وحداثا.
الغارات الإسرائيلية المكثفة والواسعة النطاق أجبرت آلاف اللبنانيين في جنوب البلاد على النزوح من قراهم وبلداتهم بعد استهداف المنازل والطرقات، ما أسفر عن استشهاد 274 شخصًا وإصابة أكثر من 1024 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة في الممتلكات والمنازل.
وتعتبر هذه الموجة من النزوح هي الأكبر، حيث امتدت إلى مناطق خارج نطاق المواجهة الأمامية على طول الشريط الحدودي، الذي شهد نزوحاً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد إعلان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله دعم جبهة الجنوب لغزة.
كما شملت هذه الموجة غير المسبوقة من النزوح قرى وبلدات في المناطق الخلفية، مثل بنت جبيل، مرجعيون، حاصبيا، النبطية، صور، والزهراني، وصولًا إلى المناطق المحيطة بمدينة صيدا، التي تعتبر بوابة الجنوب.
فعّلت الحكومة اللبنانية خطة الطوارئ التي أعدتها لمواجهة أي تصعيد عسكري محتمل، وبدأت في استقبال النازحين عبر فتح مراكز إيواء ومدارس، مع نجاح القطاع الصحي في احتواء التداعيات المدمرة للتصعيد العسكري.
منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد جنوب لبنان تبادلاً شبه يومي لإطلاق النار بين “حزب الله” اللبناني، بالتعاون مع “كتائب القسام – لبنان” الجناح العسكري لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، و”قوات الفجر” التابعة لـ “الجماعة الإسلامية” في لبنان، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي. ويأتي هذا التصعيد ردًا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
من جهة أخرى، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة لليوم الـ353، بدعم أميركي وأوروبي. حيث تقوم الطائرات الإسرائيلية بقصف المستشفيات والمباني السكنية وتدمير منازل المدنيين الفلسطينيين، ومنع وصول الماء والغذاء والدواء والوقود إلى القطاع المحاصر.
هذا العدوان المستمر على غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 41,455 شخصًا، وإصابة 95,878 آخرين بجروح، كما أدى إلى نزوح نحو 90% من سكان القطاع، وفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة.