استشهاد خمسة صحافيين في قصف مباشر على خيمة إعلامية أمام مجمع الشفاء بغزة
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين، استشهد خمسة من الإعلاميين الفلسطينيين، بينهم طاقم تابع لقناة “الجزيرة”، إثر قصف إسرائيلي استهدف بشكل مباشر خيمة مخصصة للصحافيين أمام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، قبيل منتصف ليل الأحد 10 أغسطس 2025.
وأكدت مصادر طبية ومحلية أن الشهداء هم الصحافيان أنس الشريف ومحمد قريقع، إلى جانب المصورين إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، ومحمد نوفل. كما أسفر القصف عن استشهاد شخصين آخرين، ليرتفع عدد الضحايا إلى سبعة.
ويعد هذا الهجوم من أكثر الاعتداءات دموية بحق الصحافيين منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد 237 صحافياً، وفق إحصاءات رسمية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
الجيش الاسرائيلي أقرّ بشكل رسمي باستهداف الصحافيين، زاعمًا في بيان له أن أنس الشريف كان “متنكرًا بزي صحافي ويقود خلية مسلحة تابعة لحماس”، وهو ما اعتبرته شبكة الجزيرة “محاولة مكشوفة لتبرير اغتيال صحافيين مدنيين يمارسون عملهم في الميدان”، مشددة على أن الشريف وزملاءه كانوا من بين آخر من بقي ينقل الحقيقة من قلب المأساة الإنسانية في غزة.
واعتبرت الشبكة أن “استهداف خيمة الصحافيين أمام مستشفى الشفاء هو هجوم متعمد على حرية الصحافة ورسالة واضحة لإسكات الأصوات التي توثق جرائم الحرب”، مضيفة أن مراسليها قُتلوا رغم معرفتهم الكاملة بهويتهم وموقعهم.
الاغتيال أثار موجة إدانة واسعة، فيما أكدت المقررة الأممية لحرية الرأي والتعبير أن ما قُتل من الصحافيين في قطاع غزة منذ بدء الحرب، يفوق ما قتل في أي صراع آخر في العصر الحديث، مشيرة إلى ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وفق القانون الدولي.
وكان الصحافيان أنس الشريف ومحمد قريقع من أبرز المراسلين الميدانيين الذين واصلوا تغطية الأحداث من أخطر المناطق في شمال غزة، متحدّين القصف والتدمير لنقل الصورة الحقيقية من أرض الواقع.