بعد تحررهن، الأسيرات الفلسطينيات يكشفن عن معاناتهن: “تعرضنا للقمع والإهانة وظروف إنسانية غاية في الصعوبة”

مرت الأيام الأخيرة على الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية بظروف قاسية، حيث لم يكن لديهن أي فكرة عن موعد تحررهن حتى اللحظات الأخيرة قبيل الإفراج عنهن يوم الأحد.

وفقًا للأسيرة المحررة ياسمين أبو سرور، التي أكدت أن إدارة السجون الإسرائيلية قطعت عنهن كل الاتصال بالعالم الخارجي قبل أسبوع من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما جعلهن في حالة من التوتر والقلق المستمر.

وقالت أبو سرور (27 عامًا)، التي اعتُقلت عدة مرات كان آخرها في 26 كانون الأول/ديسمبر 2023، إن الاحتلال الإسرائيلي تلاعب بأعصابهن حتى الساعات الأخيرة، حيث أضافت: “منذ أسبوع انقطعت عنا الأخبار، ولم نكن نعلم ما يحدث في الخارج، حتى صباح الأحد لم نكن نعلم إذا كان هذا هو يوم الحرية”. وتابعت أن شعورها في لحظة التحرر لا يمكن وصفه، معبرة عن شكرها لكل من ساهم في الصفقة التي أفضت إلى الإفراج عنها.

من جهة أخرى، تحدثت أبو سرور عن تهديدات المخابرات الإسرائيلية للأسيرات بإعادة اعتقالهن في حال ظهرت أي ملامح للاحتفال بالتحرر، مؤكدة أن الأوضاع داخل السجون كانت “صعبة للغاية”، مع ما يعانيه الأسرى من تجويع مستمر، تنكيل، وإهمال طبي من قبل إدارة السجون. وأعربت عن أملها في الإفراج عن باقي الأسرى والأسيرات، وتمنت الفرج القريب لأهل قطاع غزة.

أما الأسيرة المحررة أمل شجاعية، التي قضت 7 شهور في السجون الإسرائيلية، فتحدثت عن معاناتها وظروف الاعتقال القاسية التي تعرضت لها، حيث وصفت الأوضاع بأنها كانت “صعبة للغاية”، مشيرة إلى معاناة الأسيرات من البرد القارس ونقص الغذاء والدواء. وأضافت شجاعية (22 عامًا)، وهي طالبة جامعية من بلدة دير جرير شرق رام الله، أن الأسيرات كان يتم تفتيشهن عاريًا في انتهاك صارخ لخصوصيتهن، فضلاً عن الاقتحامات اليومية لغرفهن.

شجاعية عبرت عن معاناتها من “التفتيش العاري”، الذي يبدأ منذ لحظة الاعتقال ويستمر طوال فترة الاحتجاز، مؤكدة أنه ليس فقط صعبًا، بل يشكل انتهاكًا لخصوصية الأسيرات ويسبب لهن الأذى النفسي والجسدي. كما أعربت عن مخاوفها من إعادة اعتقالها، مثلما حدث مع أسرى سابقين تم الإفراج عنهم في صفقة شاليط عام 2011، مشيرة إلى أنها خضعت مؤخرًا للتحقيق في سجن عوفر، وأنها قد تكون مطالبة بالمقابلة مجددًا في الشهر المقبل.

وفي اليوم الذي أُفرج فيه عن الأسيرات، تعرضن لمعاملة سيئة من قبل إدارة السجون، حيث تعرضن للسحل، وتم مصادرة بعض الأغراض الشخصية لبعضهن، بالإضافة إلى التفتيش القاسي والتنزيل القسري للرؤوس.

على الرغم من المعاناة الكبيرة التي عاشتها الأسيرة المحررة أمل شجاعية، إلا أنها شعرت بفرحة غامرة عند عودتها إلى أحضان عائلتها، حيث قالت: “اليوم أنا بين أهلي وأحبتي، وسعادة لا تُوصف. الحمد لله، ورحمه الله على شهدائنا”. وفي ختام حديثها، توجهت شجاعية برسالة إلى أهل قطاع غزة، قائلة: “لا تكفي كلمات الشكر والامتنان للتعبير عن تضحياتكم الكبيرة”.

أما الأسيرة المحررة رغد عمرو (23 عامًا)، فقد كشفت عن تفاصيل التنكيل والإهانة التي تعرضت لها هي وزميلاتها الأسيرات، خاصة في الساعات الأخيرة قبل الإفراج عنهن مساء الأحد. عمرو، التي اعتُقلت إدارياً من بلدتها دورا جنوب مدينة الخليل وقضت خمسة شهور في السجون الإسرائيلية، قالت إن صباح يوم الأحد شهد محاولة لتأجيل الإفراج، حيث دخل مدير السجن وأعلن أنه لا توجد أي إفراجات خلال الـ 14 يومًا المقبلة. وفي وقت لاحق من اليوم، دخل نائبه بأسلوب همجي، وبدأت عمليات التفتيش القاسي، حيث تعرضت الأسيرات للضرب والإهانات والتحقيقات الطويلة.

وأضافت عمرو: “بعد ذلك تم نقلنا في باصات، حيث استمرت الرحلة 4 ساعات في قفص حديدي أسوأ من السجن نفسه”. وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية قد شغلت المكيفات الباردة خلال الرحلة، ثم وصلن إلى سجن عوفر، حيث تم سحب الأسيرات من شعورهن وسط صراخهن ومنعهن من رفع رؤوسهن.

وتابعت: “تمت إذلالنا في ساحة مليئة بالحجارة والحصى، حيث تركونا لساعات طويلة تحت الشمس. بعد ذلك، عرضت علينا شاشة ضخمة فيديوهات تهديد وتشهير بالمقاومة، ثم تم إحضار مجموعة من الأسرى الأطفال الذين كانوا في حالة صحية مزرية”. وذكرت عمرو أنها وزميلاتها تعرضن للضرب والإهانة، ثم تم نقلهن إلى كرفانات، حيث استمر التنكيل والتهديد والوعيد، تلاها تفتيش شبه عاري.

ورغم كل تلك الإهانات والمعاملة القاسية، أكدت عمرو: “كل هذا العذاب كان فداء لشعبنا ولغزة، ونسأل الله أن يكتب لنا الأجر على هذه المعاناة”.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *