تمديد اعتقال الصحافي سعيد حسنين لخمسة أيام وجلسة منتظرة الأحد

مددت محكمة الصلح في حيفا، اليوم الجمعة، فترة اعتقال الصحافي سعيد حسنين حتى يوم الثلاثاء المقبل، وذلك بتهم تتعلق بـ”التحريض” و”التماهي مع منظمة إرهابية” و”التواصل مع عميل أجنبي”، وذلك عقب حملة تحريضية شنتها وسائل إعلام إسرائيلية ضده من جانبه، قدّم المحامي الموكل بالدفاع عنه استئنافًا على قرار تمديد الاعتقال، ومن المقرر أن تُعقد جلسة للنظر في الاستئناف يوم الأحد المقبل عند الساعة العاشرة صباحًا في المحكمة المركزية بالمدينة.

وطلب ممثل الشرطة تمديد اعتقال حسنين لاستكمال التحقيق، مبررًا ذلك بعدم استجوابه منذ يوم الأربعاء، بعد انتهاء الجلسة الأولى في محكمة الصلح بعكا، مشيرًا إلى أن التحقيقات تستند إلى مواد “سرية” غير مرتبطة فقط بالتصريحات الصحافية التي أدلى بها حسنين.

وتولى المحامي علاء محاجنة الدفاع عن حسنين، حيث نفى المزاعم والتهم الموجهة إليه، مؤكدًا أن مقابلة حسنين مع قناة “الأقصى” كانت الأولى من نوعها، وأن إسرائيل لم تصنف القناة كجهة محظورة إلا في عام 2019، ما يعني أن حسنين لم يكن على علم بوضعها القانوني.

وفيما يتعلق بتهمة “التعامل مع عميل أجنبي”، أوضح محاجنة أن الشرطة اعتبرت الشخص الذي تواصل مع حسنين لترتيب المقابلة “عميلاً أجنبيًا”، رغم عدم وجود أي تواصل بينهما بعد المقابلة كما قارن المحامي بين التهم الموجهة لحسنين والمحتوى التحريضي الذي تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية والصحافيون الإسرائيليون ضد العرب والفلسطينيين دون أي مساءلة قانونية.

وأكد المحامي علاء محاجنة أن القضية باتت ذات بعد سياسي واضح، مشيرًا إلى أنه “بحسب القانون، لا يوجد مبرر لاعتقال حسنين أو حتى تمديد اعتقاله، لكن القضية تحولت إلى قضية رأي عام في المجتمع الإسرائيلي”.

وأضاف محاجنة أن الشرطة تلقت مئات الطلبات لاعتقال حسنين خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى تدخل اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، بالإضافة إلى تعليقات عنصرية وتحريضية من بعض لاعبي كرة القدم الإسرائيليين والشخصيات السياسية مثل الوزير إيتمار بن غفير.

وشدد على أن هذه العوامل تؤثر على النيابة والقضاة، مما يجعل قرار تمديد الاعتقال جزءًا من ملاحقة سياسية تهدف إلى تقييد حرية التعبير.

من جانبه، صرّح رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، بأن “ما يحدث ليس مجرد اعتقالات أو ملاحقات، بل هو إرهاب منظم”.

وأضاف بركة أن التصعيد في الاعتقالات والاتهامات الملفقة منذ بداية الحرب يعكس سياسة تهدف إلى إسكات الأصوات الفلسطينية وفرض الرواية الإسرائيلية بالقوة، مؤكدًا أن هذا القمع لن يثني الفلسطينيين عن التمسك بهويتهم وروايتهم.

وكانت محكمة الصلح في عكا قد قررت يوم الأربعاء الماضي تمديد اعتقال حسنين لثلاثة أيام، بعد طلب الشرطة تمديده لمدة سبعة أيام.

وجاء اعتقال حسنين بعد مداهمة قوات الشرطة الإسرائيلية لمنزله في مدينة شفاعمرو ليلة الثلاثاء، حيث قامت بمصادرة أجهزته الإلكترونية وحواسيبه. وبررت الشرطة اعتقاله بسبب تصريحات أدلى بها في مقابلة صحافية، اعتبرتها دعمًا لجهات معادية لإسرائيل.

وجاءت هذه التطورات بعد حملة تحريضية قادتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ضد حسنين، عقب تصريحاته بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 150 ألف شهيد وجريح.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *