نتنياهو والجيش: صراع من أجل بقاء مزعوم

يُبدي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو استعجاله ليعلن “نصرًا” وهميًا قائلًا منذ يومين: “أن الجيش الإسرائيلي اقترب من القضاء على حماس وتصفية بنيتها العسكرية في قطاع غزة.”
لِنُسلم جدلًا بأن نتنياهو قد اقتنع بهذا القول فماذا عن جنرالاته وجنوده ؟
عبر كبار الجنرالات الإسرائيليين لصحيفة “نيويورك تايمز” عن اهتماهم “بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب حتى لو حكمت حماس في اليوم التالي.” مما أثار بالطبع ردود فعل داخل الكيان الذي باتت تملؤه التناقضات في التصريحات والتوقعات وبين ما يُقال وما هو فعلًا على أرض الواقع.
ساعاتٌ قليلة بعد ما قاله نتنياهو وانهالت بعدها على رأس المستوطنين الإسرائيليين تصريحاتٌ أخرى من عدة مسؤولين صهاينة ترفع البطاقة الحمراء لنتنياهو وتنفي كل مزاعمه.

نتنياهو يستنزف الجيش: لا أهداف في الأفق
حيث علق مفوض شكاوى الجنود السابق اللواء “إسحاق بريك” بأن ” قصص الجيش “الإسرائيلي” التي تقول إننا نقتل العشرات أو المئات من المقاتلين في كل معركة هي كذبة كاملة، كما سيقول لك أي مقاتل قاتل في قطاع غزة ولم يلتقِ وجهاً لوجه تقريباً مع مقاتلي حماس” ولفت إلى أننا ” ندمر الأبنية، ولكننا لا نلحق أي ضرر بمقاتلي حماس، الذين لا نقاتل معهم وجهاً لوجه، ولكننا نصاب بالمتفجرات والفخاخ التي يزرعونها والصواريخ المضادة للدبابات التي يطلقونها” وقال ” إن القتال في قطاع غزة، الذي فقد هدفه، يجب أن يتوقف فوراً، جنودنا يقتلون ويجرحون عبثًا، ونحن غير قادرين على جعل حماس منهارة، لأننا لا نستطيع البقاء في الأراضي التي دخلناها”
فصائل المقاومة جاءت بالرد ولكن بالفعل لا بالقول حيث قامت أمس بعدة عمليات أوقعت على أثرها إصابة 23 عسكريًا بين قتيل وجريح حسب ما أعلن عنه الاحتلال.
أضاف مستشار الأمن القومي، إيال حولاتا، للصحيفة نفسها أيضًا “بما أن نتنياهو لا يلتزم بحلّ لليوم التالي في قطاع غزة، فإن الجيش يخشى من حرب أبدية، حيث ستُستنفد الطاقة والذخيرة تدريجياً، وسيبقى المختطفون في الأسر، وسيظلّ قادة حماس أحراراً.”
ربما نتنياهو يعلم كل ذلك لكنه يفضل أن يقتنع بما يريد على أن يصبح مجنونًا تحاصره فكرة “حماس” من كل صوب لذلك يبدو له مسير إكمال الحرب الخيار الأكثر أمانًا من فشلٍ مدوٍ يكسر اسمه في الصحف وأعين شعبه أو لربما إنه ينتظر معجزةً شبه مستحيلة.