لأول مرة حكومة الاحتلال تدعم تمويل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية ستبدأ في تمويل اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى في القدس الشرقية لأول مرة.

وذكرت الهيئة في تقريرها اليوم الثلاثاء أن الحكومة، من خلال وزارة التراث، ستخصص أموالاً لجولات إرشادية في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف)”.

ووفقاً للتقرير، فإن المشروع سيحظى بتمويل قدره مليوني شيكل (ما يعادل حوالي 545 ألف دولار) من ميزانية مكتب وزير التراث عميحاي إلياهو، ومن المتوقع أن تبدأ هذه الجولات الإرشادية للمستوطنين في الأسابيع المقبلة.

وأشار التقرير إلى أن وزارة التراث تواصلت مع مكتب وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، للحصول على موافقة الشرطة لتنظيم الجولات في الحرم القدسي.

وفي رد على التقرير، قالت وزارة التراث الإسرائيلية إنها تنوي بدء جولات إرشادية في جبل الهيكل، التي ستتيح لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يزورون الموقع سنوياً فرصة التعرف على التراث اليهودي، حسب زعمها.

من جانبها، أكدت الشرطة الإسرائيلية أن الزيارات ستتم كجزء من الزيارات الروتينية لمنطقة جبل الهيكل، وفقاً للقواعد الحالية.

يأتي هذا بعد تصريح الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الذي أعلن يوم الاثنين لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نية إقامة كنيس يهودي في ما يُطلق عليه اسم جبل الهيكل، وهو الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى.

وقد أثارت تصريحات بن غفير استنكاراً شديداً من الرئاسة الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية فقد حذر الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، من أن هذه الدعوات تمثل محاولة لجرّ المنطقة إلى حرب دينية تهدد الجميع، مؤكداً أن الحرم الشريف، الذي تبلغ مساحته 144 دونماً، هو ملك للمسلمين.

كذلك، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان من أن تصريحات بن غفير تشكل “دعوة صريحة لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه”.

في المقابل، زعم مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان يوم الاثنين أن “الوضع القانوني القائم” في المسجد الأقصى لم يتغير، وهو تصريح يتناقض مع تقرير هيئة البث، الذي يشير إلى مساعي رئيس الحكومة للتأثير على الوضع القانوني للمسجد الأقصى.

وكان الوضع القانوني قبل احتلال القدس في عام 1967 يحدد أن دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، مسؤولة عن إدارة شؤون المسجد الأقصى، وأنه مكان مخصص فقط لصلاة المسلمين ومنذ عام 2003، سمحت الشرطة الإسرائيلية من جانب واحد لمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى أيام الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية.