تقرير صادم: 82٪ من الإسرائيليين اليهود يؤيدون التطهير العرقي في غزة
كشفت نتائج استطلاع حديث عن دعم مقلق لسياسات التطهير العرقي بين اليهود الإسرائيليين، حيث أظهر أن 82% من المشاركين يؤيدون طرد الفلسطينيين الأصليين من قطاع غزة. الاستطلاع، الذي نُشر في صحيفة هآرتس يوم الخميس، أُجري في مارس الماضي نيابةً عن جامعة ولاية بنسلفانيا (Penn State)، وشارك فيه 1005 يهود إسرائيليين من مختلف أنحاء البلاد.
دعم لفكرة “الإبادة التوراتية”
عند سؤال المشاركين عمّا إذا كان على الجيش الإسرائيلي أن يتصرّف كما فعل بنو إسرائيل بقيادة يوشع في مدينة أريحا—حيث تم قتل جميع سكان المدينة وفق الرواية التوراتية—أعرب 47% عن تأييدهم لتكرار هذا النموذج.
كما أظهرت النتائج أن أكثر من 65% من المشاركين يؤمنون بوجود تجسيد حديث لشخصية “عماليق”، العدو التقليدي لليهود في النصوص الدينية، فيما أكد 93% من هؤلاء أن الأمر التوراتي بـ”محو عماليق” لا يزال ساريًا حتى اليوم.
تصاعد دعم التهجير القسري
شهدت نسبة المؤيدين لسياسات التهجير القسري تصاعدًا لافتًا، إذ عبّر 82% من المشاركين عن دعمهم لطرد جميع سكان غزة الفلسطينيين، بينما أيّد 56% ترحيل الفلسطينيين من داخل إسرائيل أيضًا وللمقارنة، كانت هذه النسب في استطلاع عام 2003 أقل بكثير، حيث بلغت 45% و31% على التوالي حتى بين الإسرائيليين العلمانيين، ظهرت توجهات مشابهة؛ فقد أعرب 69% منهم عن تأييدهم لطرد سكان غزة، فيما أبدى 31% دعمهم لتكرار سيناريو “أريحا”.
توجه أكثر تطرفًا بين الشباب
وبيّن الاستطلاع أن هذه المواقف أكثر شيوعًا بين فئة الشباب. فبين اليهود الإسرائيليين تحت سن الأربعين، أيد 66% طرد الفلسطينيين الأصليين، فيما أيّد 58% تكرار “فتح أريحا” وفق الرواية الدينية ولفتت النتائج إلى أن 9% فقط من الرجال في هذه الفئة العمرية—وهم الأكثر احتمالًا للانضمام إلى الجيش—عارضوا هذه السياسات بشكل واضح.
تحذيرات من جذور أيديولوجية عميقة
حذّر محللون من أن هذه النتائج تعكس توجّهات أيديولوجية راسخة فقد أقرت صحيفة هآرتس بأن “الصهيونية هي حركة استعمار استيطاني تهدف إلى إحلال السكان الأصليين”، وأشارت إلى أن مثل هذه المشاريع غالبًا ما تترافق مع مقاومة عنيفة من السكان الأصليين، مما يؤدي إلى الدعوات لإزاحتهم بالقوة. وأضافت الصحيفة أن “كل مشروع استيطاني استعماري ينطوي في جوهره على احتمالية التطهير العرقي والإبادة”، مستشهدةً بتجارب مشابهة في أمريكا الشمالية خلال القرنين السابع عشر حتى التاسع عشر، وفي ناميبيا مطلع القرن العشرين.