“جريمة تدمير الوطن”: قوات الاحتلال تشعل النيران في مئات المباني ومحتوياتها في قطاع غزة”
في أعمال انتقامية عقب هجوم “طوفان الأقصى”، يشعل الجنود الإسرائيليون النيران في المباني ومحتوياتها، حيث تستمر الحرائق حتى تدميرها تمامًا، ويقوم الجنود بنشر مواد توثق هذه الأعمال على وسائل التواصل الاجتماعي، رداً على مقتل زملاء لهم في هجوم “طوفان الأقصى.

قوات الاحتلال أشعلت النيران في مئات المباني بقطاع غزة خلال الشهر الماضي، بناءً على توجيهات من الضباط الميدانيين، دون الحصول على الموافقة القانونية المطلوبة، وفقًا لصحيفة ‘هآرتس’ اليوم. وأضاف التقرير أن الجيش الإسرائيلي قام أيضًا بتفجير آلاف المباني على طول الجدار المحيط بقطاع غزة بدعوى إقامة ‘منطقة عازلة’.
وفي تعليق للناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أشار إلى أن “تدمير وتفجير المباني يتم بوسائل تمت الموافقة عليها رسميًا. وسيتم فحص الأعمال التي تم تنفيذها بوسائل أخرى خلال فترة الحرب”. ومع ذلك، يثير القلق حول عدم محاسبة الجنود والضباط الذين يخالفون الأوامر الرسمية، مع تفاوت في فرض العقوبات في أفضل الأحوال.
زعم أحد الضباط الإسرائيليين القائمين بقيادة قوات في القطاع أن تم إشعال النيران في بعض المباني بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها. وأوضح حول حرق مبنى محدد في المنطقة التي يتواجد فيها، قائلاً: “يبدو أن هناك معلومات حول هذا المنزل، أو ربما تم اكتشاف شيء ما هناك. ولكني لا أعلم بالضبط سبب حرق المنزل”، وفقًا لتصريحات نقلتها الصحيفة عنه.
أكد ثلاثة ضباط يشاركون في القتال داخل قطاع غزة أن إحراق المباني أصبح “طريقة عمل منتشرة”. وأصدر أحد الضباط في كتيبة عسكرية، قبل انتهاء عملياتها في القطاع، تعليمات للجنود قائلاً: “أخرجوا أغراضكم من البيت وجهزوه لإضرام النار فيه.
وأفاد أحد الضباط بأنه “نشعل النار في البيوت التي كنا نتواجد فيها أيضًا، عندما نتركها ونتقدم إلى الأمام”، وفقًا لتقرير الصحيفة.
وفي تطور آخر، قام جنود بنشر مواد على وسائل التواصل الاجتماعي توثق إحراق المباني في قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن في بعض الحالات، قام جنود إسرائيليون بحرق المباني انتقامًا لمقتل زملائهم وردًا على هجوم ‘طوفان الأقصى’ في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
في منشور لأحد الجنود الإسرائيليين، كشف عن أن فصيلًا معينًا يقتحم مباني في المنطقة يوميًا، مؤكدًا أنه تم تدمير واحتلال البيوت، ويتم الآن تفتيشها بدقة شديدة. يتم العثور على مختلف العناصر داخل البيوت، بدءًا من الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، وصولاً إلى فتحات الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ. وختم المنشور بالإشارة إلى أنه في النهاية، يتم إحراق البيت ومحتوياته بأكملها.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الجنود قاموا بكتابة رسائل على جدران المنازل قبل مغادرتها للجنود الذين سيحلون محلهم، معبِّرين عن رفضهم لأي متعة قد يستفيدون منها منزل محتل. وتم توثيق ذلك بصورة نشرها أحد الجنود على وسائل التواصل الاجتماعي.