عدم التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وتحقيق هدنة قبل حلول شهر رمضان قد يُشكل تصاعداً للأزمة الراهنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

تُظهر تقديرات إسرائيلية أن عدم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى وتحقيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غضون أسبوع، وقبل حلول شهر رمضان، قد يؤدي إلى تصاعد غضب إدارة الرئيس بايدن تجاه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مما يعزز من حدة التوتر بين الجانبين، وفقًا لتصريحات المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.

ويشير هرئيل إلى أن تسليم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الجو في اليوم السابق، ليس فقط انعكاسًا للوضع الإنساني الصعب في القطاع، ولكنه أيضًا يعكس مدى الإحباط والانتقادات المتزايدة في إدارة بايدن تجاه إسرائيل.

ويضيف هرئيل أن العالم ينظر إلى إسرائيل كمسؤولة رئيسية عن المعاناة الكبيرة لسكان القطاع، خاصة بعد الأحداث الدامية في شارع الرشيد واستشهاد نحو 120 فلسطينيًا وإصابة المئات بنيران الجيش الإسرائيلي خلال انتظارهم لوصول المواد الغذائية يوم الخميس الماضي. ويرى هرئيل أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي لم تقنع العالم أبدًا، وذلك في ظل تصاعد الأزمة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وفقًا لتقديراته، يشير المحلل العسكري عاموس هرئيل إلى أن “وضع المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى لا يظهر تشجيعًا، وأن الفرص المتبقية قليلة للغاية”. وبينما تعتبر إسرائيل أنها قادرة على استئناف الحرب ضد غزة بعد هدنة دامت ستة أسابيع، يُطالب حماس بوقف كامل للقتال قبل بدء عملية تبادل الأسرى، مع طلب ضمانات دولية.

ويرى هرئيل أن نتنياهو يجد مطالب حماس صعبة للغاية، مشيرًا إلى أنها ربما تكون أكثر صعوبة من تحرير الأسرى في المرحلة الأولى. ويعتبر أن الموافقة على انسحاب كامل ووقف القتال تعني اعترافًا غير مباشر من إسرائيل بالفشل، وانتهاء الحرب دون تحقيق الهدف المعلن من محو حكم حماس. وفي هذا السياق، يكون من الصعب على نتنياهو الحفاظ على الجناح اليميني المتطرف في ائتلافه.

ويهدد نتنياهو بغزو رفح، ورغم عدم تجنيد وتخصيص القوات اللازمة لتنفيذ ذلك، إلا أن إسرائيل لم تبدأ في إخلاء السكان الفلسطينيين المتكدسين في رفح. ويظهر شكٌ حول مدى اعتقاد حماس في إمكانية حدوث مثل هذا السيناريو في الفترة القريبة، خلال أو قبل حلول شهر رمضان. ويُشير هرئيل إلى أن الأميركيين ليسوا مقتنعين، ويبدو أن نتنياهو لا يأخذ بجدية نواياه الهجومية حتى من شركائه المؤقتين في الحكومة. وإلى جانب الأزمة حول قانون التجنيد، يُظهر أن نتنياهو وقع في مصيدة سياسية صعبة ومعقدة.

ويعتبر هرئيل دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لوزير الدفاع بيني غانتس للقاء في واشنطن خطوةً هامةً. يصفها بأنها “خطوة غير مألوفة، تُظهر تصغيرًا علنيًا ومتعمدًا لمكانة نتنياهو. ويبدو أنهم سيحاولون في واشنطن حث غانتس على الضغط على نتنياهو للتوجه نحو صفقة”، تشمل إنهاء الحرب في القطاع ووقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، وربما تحقيق التطبيع بين إسرائيل والسعودية. ومع ذلك، يرفض نتنياهو الاستجابة لهذه الخطة الأميركية.

ويُضيف هرئيل أن احتمال مواجهة علنية بين إدارة بايدن ونتنياهو قريبًا ليس مستبعدًا، مع اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن فشل المحادثات حول صفقة. ويتسبب استمرار التصعيد في عدم استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ضد قرارات ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، أو حتى بطء شحنات الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *